بعض الاخطاء الشائعة في الانشاء الفلسفي
لا أحد يجاذل في كون الإنشاء الفلسفي هو أولا وقبل كل شيء تمرين مما يعني انه يتطلب تمرنا دائما ومجهودا متواصلا حتى نتمكن في نهاية المطاف من اكتساب الاليات المنهجية والمعرفية التي تسعفنا على كتابة موضوع فلسفي بالمواصفات المطلوبة مع احترام جملة من الشروط من أبرزها:
التدرج، الوضوح، الدقة، اللغة السليمة... دون اغفال الجانب الإبداعي للتلميذ، فالفلسفة ليست مجال لاستعراض الأفكار بطريقة ميكانيكية بل هي فضاء خصب يتيح
امكانية الخلق، النقد، التساؤل.. . لكن من خلال الممارسة الفعلية والإحتكاك الدائم بالتلاميذ داخل الفصل يتجلى الغياب الكلي لأبسط الممارسات التي من شأنها اكساب المتعلم التقنيات الضرورية للكتابة الإنشائية بالمواصفات التي تحدثنا عنها سلفا ومن ثم لايتمكن التلميذ من الوقوف على أخطائه والعمل على تجاوزها في الإمتحان الوطني، بل ما يحدث في غالب الأحوال أن عدد كبير من التلاميذ يصطدمون لأول مرة بصعوبات عدة أثناء الإمتحان مما ينجم عنه عجز في كتابة موضوع متماسك حتى وان كان هؤلاء التلاميذ مزودين بحمولة معرفية لكنهم غير قادرين على تنظيمها وتقديمها بالشكل المطلوب ماداموا يفتقرون للعدة المنهجية التي تمكنهم من تحقيق هدفهم.
عموما سأحاول من خلال ما يلي الإشارة إلى بعض الأخطاء الشائعة على أساس تجاوزها، لكن تبقى دائما الممارسة هي أفضل سبيل للوقوف على الهفوات والعمل على تخطيها:
* تغييب مضمون الموضوع المطروح في الإمتحان، حيث أن عدد من التلاميذ يكتفون بعرض المعارف بطريقة الية دون الأخد بعين الإعتبار ما قدم إليهم في حين أن الغرض من أي موضوع هو تحليله والعمل على مناقشته ( أنظر الخطوات المنهجية لتحليل النص/القولة/السؤال).
* الإطالة في التمهيد حيث يعمل بعض التلاميذ على توظيف معلومات قد تكون لاعلاقة لها بالموضوع أو موظفة بطريقة غير صحيحة إذ يمكن ان يكون مكانها العرض وليس المقدمة.
* الإنطلاق من تمهيد لايتناسب والموضوع المطروح وهذا الخطأ يحدث خصوصا حينما يتقدم التلميذ إلى الإمتحان وهو مزود بمقدمات جاهزة قبليا معتقدا بانها تصلح لأي موضوع في حين انها لاتصلح لاي شيء، إن صياغة التمهيد يتم على أساس طبيعة الموضوع وما يقتضيه من معرفة.
* بما أن الهدف من المقدمة هو التمهيد للموضوع من جهة واثارة جملة من التساؤلات من جهة ثانية والتي سيتم معالجتها من قبل التلميذ على مستوى العرض، فإنه في كثير من الأحيان يتم تغييب هذه الأسئلة،أو قد تطرح بشكل لاعلاقة له بالموضوع المطروح إن الأسئلة التي يتم طرحها في المقدمة يجب أن تعالج في مجملها على مستوى التحليل والمناقشة ولا ينبغي اغفال أي سؤال منها .( أنظر النموذج التطبيقي للسؤال الإشكالي المفتوح - بالضبط المقدمة-).
* يعد التحليل خطوة أساسية على مستوى العرض يكون الهدف منها الوقوف عند مضمون النص أو القولة للكشف عن الأطروحة المتضمنة في إحدى الصيغ المشار إليها سلفا والعناصر الحجاجية الداعمة لها إذا كنا امام نص لكن ما يحدث أن عدد لايستهان به من التلاميذ إما يقفز على هذه المرحلة وإما يعمد على إعادة كتابة النص دون العمل على تحليل عناصره وفهمها ومن ثم الكشف عن موقف صاحبها من الإشكال المطروح.
* غياب الروابط المنطقية التي تتيح امكانية الإتنقال من مستوى إلى أخربشكل سلس ومتدرج مثلا الإنتقال من التحليل إلى المناقشة أو من موقف إلى أخر.
* الإكتفاء بعرض المواقف بطريقة ميكانيكية على مستوى المناقشة. دون خلق حوار بينها وقد يتم عرض مواقف لا علاقة لها بالموضوع المطروح.
* اغفال الخاتمة بالرغم من قيمتها أو العمل على تسجيل استنتاجات لا علاقة لها بالموضوع، إن الخاتمة هي حصيلة نهائية يتم من خلالها تقديم ماقاد إليه مسار التحليل والمناقشة.
* انهاء الموضوع بطرح نفس الأسئلة التي ثم الإنطلاق منها وكأننا لم نستفد شيء أي أننا خرجنا من الموضوع كما بدأنا ه.
عموما تبقى الأخطاء المسجلة انطلاقا من كتابات التلاميذ كثيرة وتبقى الهفوات المشار إليها أعلاه أكثرها ذيوعا ، ويمكن الإستفادة من النماذج المقدمة على الموقع لتجاوزها مع ضرورة التمرن بشكل فردي ودائم.